بحث
بحث

دمشق المنهكة.. متى ينتهي العطش؟


صوت العاصمة – متابعة خاصة
عشرة أيام قد مرت على أحد أسوأ وجوه الحرب التي تعصف بالعاصمة مع انقطاع المياه عن السكان بسبب المعارك في وادي بردى لتتضاعف معاناة الشريحة الأعظم من الناس مع سعيهم لتامين ما يطفئ ظمائهم.
لا يتوقف “أبو مازن” عن الاتصال بعدة أشخاص في محاولة لتحصيل بعض المياه، لا إجابات ومن يجيب سيرد بشروط صعبة قبل أن يتم تلبية طلبه عبر سيارة صغيرة ستصل بعد جهد وانتظار لملء خزان الرجل الخمسيني بسعر يقترب من ثمانية الاف ليرة هي ثمن مياه مصدرها غير معلوم ولكنه وأسرته بأمس الحاجة لها فابن حي “كفرسوسة” يعاني غياب برنامج محدد لتوريد المياه في منطقته ذات الطابع الشعبي.

الهم المضاف لحياة الدمشقيين انقسم على غرار الانقسام المناطقي. يكفي المرور بمنطقة “الآداب” بالمزة لرصد عشرات الصهاريج والسيارات التي تستعد للانطلاق والتوزيع ولكن أحياء مثل “المالكي- أبو رمانة – مشروع دمر” تزورها سيارات نظيفة بماء نقي، فيما تستقبل المناطق الشعبية سيارات لا يعلهم سكان هذه الأحياء من أين تمتلئ خزاناتهم ولم ترتفع الأسعار مع مبررات يسوقها أصحاب الصهاريج كعدم توفر المياه وبعد المسافات.

ولاستغلال التجار وموزعي المياه حكاية أخرى حيث وصل سعر صندوق المياه لما يقارب الفاً ومئتي ليرة فيما يقترب سعر تعبئة الخزان لخمسة الاف ليرة تكفي لثلاث أيام لا أكثر ما يعني أرقاما ليست بسهلة على ذوي الدخل المحدود والفقراء.

يتنقل “أبو راشد” يومياً بين منزله ومكان عمله في البرامكة ما يسمح له برصد سيارات المياه الجوالة قبل أن يفاجأ بها تتزود من النهر الجاري في شارع بيروت، المفارقة انه قد عبأ خزان منزله من احدى هذه السيارات بمياه قيل له أنها نظيفة ما سبب له صدمة وفق تعبيره، حالته هذه تتماشى مع حكاية “أم أحمد” التي اكتشفت إصابة ابنتها بالتهاب في الأمعاء بعد نوبات من الإسهال الشديد والحرارة العالية شأنها في ذلك شأن العديد من الأطفال والمصدر واحد، المياه الملوثة بحسب ممرضة في احدى مشاف دمشق.
تتحدث الممرضة عن حالات مشابهة تصل إلى مكان عملها تكشف التحاليل الأولية أن سببها هو شرب مياه غير معروفة المصدر.
يحدث كل هذا فيما الحكومة نائمة في العسل لا تكلف نفسها بنشر بيان أو تحذير للتوعية من مصادر المياه أو لنشر تعليمات طبية تعطي طرقاً لتنقيتها.