بحث
بحث

اعتقال عدد من ضباط النظام في برزة على خلفية قضية “المنشار”




طوّقت دوريات مُشتركة تابعة لـ”المخابرات الجوية” و”الأمن العسكري” حي برزة، ظهر الخميس، وداهمت مقرات تابعة لمليشيات موالية، أسفرت عن اعتقالات طالت ضباطاً وعناصر.
مصادر “المدن” في المنطقة أكدت اعتقال العقيد هشام، التابع لـ”المخابرات الجويّة” وعدد من عناصره، من مقر تواجدهم في “مُجمّع الخدمات الفنية” في مدخل حي برزة.طوّقت دوريات مُشتركة تابعة لـ”المخابرات الجوية” و”الأمن العسكري” حي برزة، ظهر الخميس، وداهمت مقرات تابعة لمليشيات موالية، أسفرت عن اعتقالات طالت ضباطاً وعناصر. مصادر “المدن” في المنطقة أكدت اعتقال العقيد هشام، التابع لـ”المخابرات الجويّة” وعدد من عناصره، من مقر تواجدهم في “مُجمّع الخدمات الفنية” في مدخل حي برزة.

والعقيد هشام، هو المسؤول الفعلي عن حي برزة عسكرياً، ويُسيطر على أهم نقطة في الحي. اعتقاله جاء على خلفية تقارير أمنية رُفعت ضده، في قضايا تهريب مواد بناء إلى الحي، وشراء أسطح في أبنية داخل برزة لإعمارها بشكل مُخالف ومن ثم بيعها، مُستغلاً سلطته العسكرية لمنع دوريات المُحافظة والبلدية من هدم مخالفاته. وأكدت مصادر “المدن” تعيين “الجوية” لضابط آخر ليكون خلفاً لهشام، لإدارة نقطة الخدمات في حي برزة، بعد إحالة الأخير للتحقيق.
 
وبحسب مصادر “المدن”، فإن دوريات تابعة لـ”الأمن العسكري”، “داهمت” مركز “أبو بحر”، الذي افتتحه مؤخراً وسط حي برزة، لبيع مواد البناء الأولية بعد تهريبها من خارج برزة. وتم تفتيش المركز. ولقاء مبلغ كبير غضّت الدورية النظر عن وجود مواد بناء في المركز، رغم الحظر المفروض على تلك المواد في المنطقة.
 
“أبو بحر” تسلّم قبل أيام منصب “المنشار”، كقائد لمجموعات مُسلحة تابعة لـ”الأمن العسكري”، ومديراً لـ”مركز المُصالحة الوطنية” في برزة، مع منعه من مُغادرة المنطقة تحت أي ظرف ووجوب بقائه في برزة. وعمل “أبو بحر” على توطيد العلاقات مع ضباط “الأمن العسكري” والابتعاد عن كافة أعماله “غير المشروعة” وإزالة كافة اللافتات التي تدل على مركزه في برزة، وإرسال سيارته “الرانج روفر” باتجاه لبنان بعد تبديل اللوحات “النمرة” وإعادة الأصلية، لتجنب أي مشاكل لاحقة. صديقة المُقرّب “المنشار” كان قد تورط بقضايا كبيرة وأصبح في سجن صيدنايا العسكري، منذ أسبوعين تقريباً.
 
وداهمت الدوريات المُشتركة مقرات للمليشيات الموالية للنظام، ومنها ما يتبع لأجهزة المُخابرات و”الدفاع الوطني” و”لواء القدس” في حي برزة ومُحيطه. وأجرت جرداً سريعاً على العناصر الموجودين، والسلاح والقادة، قبل أن تنسحب باتجاه بساتين برزة، لتنفيذ أكبر عملية اعتقال بحق ضباط في “الحرس الجمهوري”.
 
ومن أبرز المُعتقلين “العقيد يوسف”، قائد مجموعات من عناصر “التسويات”، من ملاك “الحرس الجمهوري”، والتي تنتشر ضمن مقرات في محيط مشفى تشرين العسكري. العقيد يوسف من أبرز الذين عملوا على ملف “القابون وبرزة وحي تشرين”، إذ كان المُفاوض عن النظام، ومن المُقربين من قادة “اللواء الأول” المُعارض وفصائل أخرى خلال فترة الهدنة، التي انتهت بخروج المعارضة نحو ادلب، بعد عملية عسكرية على القابون وحي تشرين، واستثنت حي برزة.
 
اعتقال العقيد يوسف، بحسب مصادر “المدن”، جاء على خلفية اعترافات “المنشار” حول عمليات تهريب لأسلحة وذخائر باتجاه الغوطة الشرقية عبر أحياء برزة والقابون، أشرف عليها العقيد وضباط من “الحرس الجمهوري”.
 
ويُعتبر يوسف أحد الذين كانوا على علاقة وثيقة بـ”المنشار”، وغيره من قادة “اللواء الأول”، للإتجار بالمواد الغذائية والسلاح والذخائر التي دخلت إلى الغوطة عبر برزة. في العام 2015 وصلت إلى “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية صواريخ تاو، من الحدود السورية-الأردنية. وأشرف على عملية التهريب حينها، قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في دمشق فادي صقر، والعميد في “الحرس الجمهوري” العميد قيس فروة، والعقيد يوسف الذي اعتقل مؤخراً.
 
اعتقال “المنشار” فتح باب قضايا كبيرة، تسببت بفوضى عارمة في برزة، خاصة للضباط المتورطين بقضايا تهريب المحروقات والسلاح في مرحلة وجود المعارضة.
 
مصادر “المدن” أكدت إغلاق “أبو الطيب” لمصنع مواد البناء ومتجر بيع الخضار، والانعزال في منزله منذ اعتقال “المنشار”، ومحاولة توطيد العلاقة مع كبار ضباط النظام لتخليصه من ورطة قد تأتي في وقت لاحق. وكذلك هو الحال بالنسبة لـ”أبو محجوب” و”أبو وديع” وغيرهم من قادة “اللواء الأول” الذين أجروا “مُصالحات” مع النظام.
 
مصادر “المدن” أكدت أن “المنشار” في سجن صيدنايا العسكري، مع احتمال تحويله إلى محكمة ميدانية، قد تنتهي بإعدامه.
 
وسيّرت مخابرات النظام دوريات مُكثفة في محيط حي برزة، لمنع تهريب مواد البناء إلى داخله، والتحقق من كل داخل وخارج، والتحقق من عناصر وقادة الميليشيات الموالية في المنطقة، وضبط أي مُخالفات قد تحدث، مع إعطائهم صلاحيات واسعة باعتقال كل قيادي يحاول الخروج من المنطقة هارباً.
المصدر: جريدة المُدن
اترك تعليقاً