بحث
بحث

اعتصام الضباط أمام قصر الروضة: ما هكذا تُقابل “تضحياتنا”

قالت مصادر موالية إن مرسوماً رئاسياً صدر ليلغي مفاعيل قرار عن وزارة الدفاع بتسريح الضباط في قوات النظام المصابين بنسبة عجز تفوق الـ40 في المائة. وأكد نشطاء موالون أن المرسوم الجديد تضمّن تشكيل لجنة من وزارة الدفاع لدراسة الحالات القادرة على الخدمة من غيرها لإبقائها في الخدمة العسكرية الثابتة لا الميدانية، وإعمال القرار فقط على غير القادرين على الخدمة.

المواقع الرسمية السورية لم تنشر مرسوماً كهذا، وكل ما أوردته وكالة “سانا” هو مرسوم جمهوري “يقضي بإعفاء الشهداء والمصابين بعجز كلي بنسبة 80 بالمئة فما فوق من الديون المترتبة بذمتهم من قروض ذوي الدخل المحدود لدى المصارف العامة بما لا يزيد على مليون ليرة سورية”. 

مراسل “المدن” أحمد الشامي، قال إن إلغاء قرار وزارة الدفاع بتسريح الضباط المُصابين، إن صحت الأخبار عنه، قد جاء بعد موجة غضب تصاعدت تدريجياً نهاية الأسبوع الماضي، وكانت ذروتها تجمّع عشرات الضباط المصابين أمام قصر الروضة مطالبين بالغاء قرار التسريح، مطالبين بإيجاد شواغر لهم ضمن المؤسسة العسكرية، مبررين ذلك بـ”التضحيات” التي قدموها طوال المدة التي أمضوها في الجيش.

مصدر عسكري في دمشق، قال لـ”المدن”، إن أكثر من 40 ضابطاً قاموا بزيارة قصر الروضة، مساء 28 آب/أغسطس، مطالبين المسؤولين بالعودة عن تنفيذ القرار، والنظر في حالهم، وتأمين بدائل عن العمل العسكري الميداني لهم بدلاً من انهاء خدمتهم وتسريحهم.

وأضاف المصدر لـ”المدن” أن المسؤولين في قصر الروضة أعطوا وعوداً للضباط بأن مشكلتهم ستحل خلال ساعات، مطالبينهم بالمغادرة والعودة عند العاشرة من صباح 29 آب. فعاد الضباط ليجدوا أن لا تطمينات بانتظارهم، فلجؤوا إلى الاعتصام أمام قصر الروضة، بغرض توصيل قضيتهم الى رئاسة الجمهورية.

لاقت قضية الضباط المصابين المسرحين تفاعلاً واسعاً من الموالين في مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تجاهلها الإعلام الرسمي. أحد الضباط كتب في “فيسبوك”: “أبت أن تذل النفوس الكرام، بسيطة سيدي بسيطة، سرّحوك وما سألوا.. سرحوك وما شالوا خاطر لدمك النازف بديرالزور، وقدمك التي خسرتها.. راحت مشان يضلوا”.

أحد الضباط المصابين الذين شملهم قرار التسريح، كتب في “فيسبوك”، مستغرباً من تجاهل الإعلام الرسمي مع القضية: “أستغرب من هذا الإعلام الذي لم يذكر شيئاً عن قرار تسريح الضباط المصابين الذين على رأس عملهم الذين قدموا كل ما يملكونه وبلغت نسبة إصابتهم 40 في المائة فما فوق، وهم لم يختاروا التسريح بل البقاء ضمن المؤسسة العسكرية على اعتقادهم انهم يخدمون تحت شعار وطن شرف إخلاص”. وأضاف: “أصبح الشعار لدينا وطن ليس لنا شرف سلب منا، إخلاص الفاسد ليحافظ على فساده ويدمر ما تبقى من هذا الوطن.. شكراً لتعاونكم”.

مصدر عسكري، أكد لـ”المدن”، أن قرار تسريح الضباط الذي صدر لم يكن شاملاً او معمماً على الجميع، إذ تقوم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بشكل شبه يومي بإصدار قرارات الاستثناء لضباط مصابين لديهم واسطة أو صلة قرابة مع عسكريين نافذين.

وقدّم المصدر العسكري لـ”المدن” نسخة من قرار صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة يُرقّى بموجبه استثنائياً 36 ضابطاً، ويحالون على المعاش الصحي، من الذين كان قد شملهم قرار التسريح، بسبب نسبة الإصابة والعجز.

صفحة “معاً للمطالبة بحقوق العسكري” كانت قد تساءلت: “قرار تسريح الضباط المصابين ظالم.. والله عالظالم… بدال ما ترفعوه رتبة وتسلموه منصب يليق بتضحياته بدكم ترموه؟”.

اترك تعليقاً