بحث
بحث

النظام يسمح لفلاحي برزة بالرجوع إلى أراضيهم ولكن بشروط !

صوت العاصمة – خاص 
بعد قرابة عام من سيطرة النظام السوري على بساتين حي برزة وانسحاب فصائل المُعارضة المُسلّحة إلى شمال سوريا، سمحت ميليشيات النظام التي تُسيطر على المنطقة للفلاحين وأصحاب الأراضي بالرجوع إلى البساتين وزراعتها بعد عام على منع أي مدني من الاقتراب من المنطقة واستخدامها كمنطلق للعمليات العسكرية نحو الغوطة الشرقية، ومكاناً لتمركز سلاح الصواريخ والمدفعية لقصف مدن وبلدات الغوطة خلال المعركة الأخيرة.

وبحسب مصادر “صوت العاصمة” فإن أكثر من 10 طلبات تم تقديمها لمحافظة دمشق والجهات الأمنية من قبل لجنة المُصالحة للموافقة على عودة الفلاحين إلى مناطقهم، جاءت بالرفض بحجة أن المنطقة لا تزال تخضع لعمليات تمشيط وأنها تحوي مستودعات وأنفاق للمعارضة المُسلحة التي كانت تُسيطر عليها. 

رفض عودة فلاحي بساتين حرستا وبرزة المتصلة ببعضها، كان يأتي من جهات أمنية كأمن الدولة والأمن العسكري، إضافة إلى الوحدات الخاصة التي تتخذ من ثكنة عسكرية قريبة في حي القابون مقراً لها، وتنشر عناصرها في منطقة البساتين، رغم سعي “الحرس الجمهوري” المسؤول عن ملف مصالحة برزة، بإقناع بقية الجهات بالسماح للفلاحين بالعودة إلى مناطقهم، إلى ان تمكنت لجان المُصالحة مؤخراً مدعومة من العميد يوسف في الحرس الجمهوري، المسؤول عن ملف برزة تحصيل موافقة لعودة الفلاحين ولكن بشروط وضعها النظام.

واشترط النظام عدم دخول السيارات واقتصار دخول الفلاحين مشياً على الأقدام إلى بساتينهم، والسماح لكل فلاح بإدخال جرار زراعي واحد فقط، فيما منع النظام أي عملية إعادة إعمار أو تأهيل لمنازل الفلاحين، أو السكن في المنطقة من قبلهم.

ومنع النظام أيضاً دخول النساء بشكل كامل، ويقتصر الدخول على الرجال فقط من السابعة صباحاً حتى الرابعة عصراً على أن يتم تسليم الهويات الشخصية عن حاجز عسكري في بداية البساتين.

وفرض النظام طريق واحد على الفلاحين أن يسلكوه ويمنع استخدام أي طريق غيره، كما تهربت محافظة ريف دمشق من عملية فتح الطرقات باتجاه منطقة البساتين ورفع الردم الناتج عن المنازل المدمرة، إلى أن تبرع أحد أصحاب المكاسر في منطقة سليمة بآليات وتركسات لتنظيف الطرقات وفتحها أمام الفلاحين.

وفي حديث لـ “صوت العاصمة” مع أحد فلاحي حي برزة، قال أن الخوف من تصرفات ميليشيات النظام التي تطوق المنطقة، حال دون نزول عدد كبير من الفلاحين إلى منطقة البساتين، فجميع من في المنطقة يعلم أن الموافقة على دخولنا إلى اراضينا جاءت بضغط على الجهات الأمنية والعسكرية التي تنتشر في البساتين، وأن المضايقات الكثيرة من الحواجز والعناصر ومنع إنزال أي محروقات أو ورشات لتصليح وسائل الري ستحول دون إكمال العملية.

وأكد الفلاح “ابو أحمد” تخوف الفلاحين من استملاك أراضيهم وضمها لمشاريع سكنية وتنظيمية خلال إعادة إعمار المنطقة في حال بقيت بدون أصحاب ولم يُطالب فيها أحد. 

وقال شهود عيان لـ صوت العاصمة، أن عناصر تابعين لأمن الدولة اعتدوا بالضرب على أحد الفلاحين خلال محاولته إدخال بعض المعدات البسيطة الخاصة بالزراعة إلى أرضه، مما أثار الخوف في نفوس بقية الفلاحين وطلبوا استبدال الحواجز العسكرية بعناصر من أبناء منطقتهم المنطوين تحت اسم الحرس الجمهوري.

وفرضت جمعية فلاحي برزة مبلغ ألف ليرة سورية لاستخراج بطاقة فلاح تعريفية، لتقديمها إلى ميليشيات النظام المنتشرة في المنطقة للسماح لهم بالدخول.

وكان النظام السوري قد سيطر على أحياء القابون وبرزة وتشرين ومنطقة غرب حرستا والبساتين الزراعية التابعة لتلك المناطق بعد حملة عسكرية شرسة ومعارك استمرت لثلاثة أشهر انتهت باتفاق خروج تلك الفصائل نحو شمال سوريا وتسليم المنطقة للنظام.

اترك تعليقاً