بحث
بحث

اجتياح إسرائيلي للمواقع الإيرانية في سوريا



في أحدث جولة من المواجهات الإسرائيلية-الإيرانية في سوريا، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، الخميس، أوسع هجوم له ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، رداً على إطلاق 20 صاروخاً على الجولان، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض القبة الحديدة لعدد منها، وأن عناصر إيرانية ومن “حزب الله” قامت بإطلاقها.

وطال القصف الاسرائيلي أكثر من 50 هدفاً، بحسب بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي. بعض الغارات استهدفت عربات ومركبات استخدمت لاطلاق الصواريخ الإيرانية. الهجمات الإسرائيلية الجوية والصاروخية والمدفعية، طالت حمص ودمشق والقنيطرة ودرعا والسويداء، في ما يعتبر أوسع هجوم من نوعه على سوريا منذ حرب تشرين العام 1973.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رونين منيلس، إن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع استخباراتية إيرانية ومقرات قيادة لوجستية، بالإضافة إلى مواقع تخزين السلاح. وأضاف أن قائد فيلق “قدس” الإيراني قاسم سليماني “سيدهش حين يرى حجم الدمار الذي لحق بقواته في سوريا”.

وكان قد أعلن في وقت سابق، أن من أصل 20 صاروخاً إيرانياً، اعترضت منظومة القبة الحديدية أربعة منها، في حين انفجرت البقية ضمن الأراضي السورية. وأضاف أن “فيلق القدس” الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية لـ”الحرس الثوري الإيراني” هو الذي أطلق الصواريخ. 

المتحدث العسكري جوناثان كونريكوس، قال للصحافيين: “قاسم سليماني هو من أمر بتنفيذه وقاده (الهجوم الصاروخي) ولم يحقق غرضه”. وأكد المتحدث استعداد إسرائيل لكل السيناريوهات المتوقعة. وأضاف أن إسرائيل ردت بتدمير عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا بالإضافة إلى وحدات سورية مضادة للطائرات حاولت إسقاط طائرات إسرائيلية لكنها فشلت. وتابع “لا نعرف بعد عدد الخسائر البشرية (الإيرانية)… لكن يمكننا القول أنه في ما يتعلق بغرضنا فإن تركيزنا على الأفراد كان محدودا بينما ركزنا أكثر على الإمكانيات والعتاد… لإلحاق ضرر طويل الأمد بالمؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا. نعتقد أنها ستحتاج قدرا لا بأس به من الوقت لتعويضها”.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال في مؤتمر “هرتسيليا” الأمني، قرب تل أبيب: “آمل أن نكون انتهينا من هذا الفصل وأن يكون الجميع قد فهم الرسالة”. وأضاف: “لن نسمح بوجود أي تشكيلات عسكرية أو أنظمة دفاعية أو أي بنى تحتية إيرانية بالقرب من حدودنا”. وأضاف: “الليلة الماضية حاولت إيران مهاجمة أراض تحت السيادة الإسرائيلية، وفشلت. لم يتمكنوا من إصابة ملكية أي مواطن إسرائيلي. كل صواريخهم سقطت في سوريا أو حيثما أسقطت بعد إصابتها من قبل القبة الحديدية. لقد ضربنا تقريباً كل البنى التحتية الإيرانية في سوريا”. ليبرمان قال مهدداً: “إذا أمطرتنا (إيران) بالصواريخ، فسيكون لديهم طوفان”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، لشبكة “فوكس نيوز” إن المواجهة مع إسرائيل في الجولان “هي مجرد دليل آخر على أنه لا يمكن الوثوق بالنظام الإيراني وتذكرة أخرى جيدة بأن الرئيس اتخذ القرار السليم بالانسحاب من الاتفاق الإيراني”.

واستهدفت إسرائيل بالمدفعية الثقيلة مواقع لمليشيات إيرانية في مدينتي البعث وخان أرنبه في محافظة القنيطرة، كما شمل القصف محيط بلدة حضر ومنطقة قرص النفل القريبة، قبل أن يتدخل الطيران الإسرائيلي ويستهدف “اللواء 137″ في ريف دمشق، و”الفوج 175″ القريب من ازرع في درعا، وتل مقداد القريب من بلدة محجة في ريف درعا الشمالي، وتل الشعار في ريف القنيطرة، ومطار خلخلة و”اللواء 150″ في السويداء. كما استهدف القصف مطار المزة العسكري ومواقع لـ”الفرقة الرابعة” في ريف دمشق.

وقالت إسرائيل إنها استهدفت بطارات صواريخ مضادة للطائرات من أنواع “SA-5″ و”SA-2″ و”SA-22″ و”SA-17”. مصادر “المدن” أكدت أن مضادات الطيران السورية لم تتمكن من رصد ومتابعة أي من الطائرات الإسرائيلية. قوات النظام قامت بإخلاء بعض السرايا التابعة لـ”اللواء 90″ من العناصر والعتاد من بلدة كناكر، في ريف دمشق.

وردت مليشيا “حزب الله” ومليشيات إيرانية بإستهداف الجولان براجمات الصواريخ من تلال فاطمة في مثلث الموت. راجمات الصواريخ كانت قد وصلت إلى المنطقة قبل أيام، بحسب مصادر “المدن” في القنيطرة. الصواريخ الإيرانية، أطلقت من تلة حمريت وتلال فاطمه، ما استدعى إطلاق صافرات اﻹنذار في الجولان المحتل.

واستمر القصف حتى ساعات فجر الخميس اﻷولى، وتعتبر كل اﻷهداف التي شملها القصف، تتبع بشكل مباشر ﻹيران، أو لميلشيات مدعومة من قبلها، ما يعني عزم إسرائيل على إخراج إيران من الجنوب السوري، وإبعاد مليشياتها مسافة 40 كيلومتراً عن حدود الجولان المحتل.

وتواردت أنباء عن استهداف الطيران اﻹسرائيلي مواقع مليشيا “حزب الله” قرب مدينة القصير في حمص، من اﻷجواء اللبنانية. كما أعلن الجيش اﻹسرائيلي تمكن طيرانه من تدمير 5 بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، تابعة لقوات النظام.

المصدر: جريدة المدن الالكترونية. 

اترك تعليقاً