بحث
بحث

مساعٍ لعقد جنيف نهاية الشهر.. والمعارضة تستبعد حضور سوتشي



أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لا يزال ينظر في قرار المشاركة في مؤتمر الحوار السوري المقرر نهاية كانون الثاني/يناير في مدينة سوتشي الروسية، فيما استبعد رئيس “هيئة التفاوض السورية” نصر الحريري مشاركة المعارضة في المؤتمر، قائلاً إنها لم تتلقَ دعوةً بعد.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي، الثلاثاء، إن دي ميستورا لم يتبنَ بعد قراراً نهائياً بشأن المشاركة في المؤتمر. ونقلت عنه تأكيده أن موقفه لا يزال ثابتاً إزاء المؤتمر المقبل، حيث يرحب بكل ما يخدم المفاوضات الجارية تحت الرعاية الأممية بشأن التسوية السورية.

وذكرت فيلوتشي أن دي ميستورا يعمل حالياً على التحضيرات للجولة التاسعة من مفاوضات جنيف، مشيرة إلى رغبة الأمم المتحدة في تنظيم هذه الجولة قبل نهاية الشهر الحالي بالتوافق مع الخطط الأولية.

من جهته، قال الحريري في مقابلة مع وكالة “رويترز”، الثلاثاء، إن الجولة التالية من محادثات جنيف ستعقد ربما بين 24 و26 كانون الثاني/يناير في فيينا. وأوضح أنه من المستبعد جداً أن تحضر المعارضة السورية مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أن المعارضة لم تتلقَ دعوة بعد ولم تأخذ قراراً نهائياً بشأن الحضور. وأضاف “الاتجاه العام هو عدم الذهاب إلى سوتشي. رأيي الشخصي هو أنه بشكلها الحالي، من غير المقبول الذهاب إلى سوتشي”.

ودعا الحريري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء الإتحاد الأوروبي إلى زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وعلى روسيا وإيران للعودة إلى المحادثات. وقال “آن الأوان كي يقول ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: توقفوا”.

وتابع “آن الأوان كي يزيد ترامب وميركل وماي من الضغوط وجمع المجتمع الدولي للوصول لحل سياسي حقيقي وعادل في سوريا”. وأضاف، إن دماء المدنيين ستظل تراق في سوريا ما لم تكثف الولايات المتحدة وقوى الاتحاد الأوروبي من الضغط على الأسد وحلفائه الكبار في روسيا وإيران.

ورد الحريري على سؤال عن خطط أميركية لدعم قوة قوامها 30 ألف فرد تتشكل بالأساس من “قوات سوريا الديموقراطية”، قائلاً إن ذلك قد يفتح الباب أمام تقسيم سوريا في المستقبل. وتساءل “ما هي فوائد تشكيل مثل هذا الجيش؟ سيفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام صراع مستقبلي في المنطقة. وقد يفتح الباب أمام تقسيم سوريا في المستقبل”.

من جهة ثانية، أعربت الخارجية البريطانية عن دعمها لـ”هيئة التفاوض”، وأكدت أن حل الأزمة السورية لن يتم إلا استنادا إلى بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254. وقالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية روز غرفيثز: “نتفق مع المعارضة السورية على أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل مستدام للأزمة في سوريا يكمن في عملية انتقالية سياسية حقيقية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، كما ندعم عملية جنيف لتحقيق ذلك وندعو جميع الأطراف للإسهام في نجاحها من خلال التحلي بالبراغماتية والمرونة”.

واعتبرت غرفيثز، أن المعارضة السورية “انخرطت في العمل على إيجاد حل لإنهاء الصراع في سوريا بشكل بناء وكذلك بحسن نية وبلا شروط مسبقة”، مضيفةً أن بريطانيا “تشجع الهيئة على مواصلة هذا النهج الإيجابي”. واتهمت الحكومة السورية بـ”عرقلة جهود التوصل إلى حل سياسي من خلال رفض المفاوضات المباشرة مع المعارضة”.

من جهة ثانية، قالت شخصيات في المعارضة السورية إن مبعوثي “الجيش السوري الحر” أوضحوا لمسؤولين أميركيين، خلال محادثات في واشنطن، ضرورة استئناف وكالة المخابرات المركزية برنامجاً معلقاً للمساعدات العسكرية إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا.

ونقلت وكالة “رويترز” عن القيادي في “الجيش الحر” مصطفى سيجري قوله، إن المبعوثين وصفوا للمسؤولين الأميركيين “التأثير الضار” لقرار اتخذه الرئيس الأميركي في 2017 بوقف تزويد جماعات معينة في المعارضة السورية المسلحة بالعتاد والتدريب. وأضاف “قلنا إنه مع كل تصريح أميركي عن ضرورة الحد من النفوذ الإيراني، كانت إيران تتمدد والقوى المعتدلة المدعومة من واشنطن يتم تجفيف دعمها وإضعافها”.

ونقلت “رويترز” عن عضو آخر في المجموعة قوله، إن الوفد أبلغ المسؤولين بأن عدم اتخاذ الولايات المتحدة لإجراء في سوريا ستكون نتيجته الوحيدة أن تعيد إيران وحلفاؤها في الإقليم بناء ممر بري يربط طهران وبغداد ودمشق وبيروت.

المصدر: جريدة المدن 

اترك تعليقاً