بحث
بحث

تصعيد النظام في الغوطة: رسالة للسعودية؟

واصلت المقاتلات الحربية الروسية وتلك التابعة لقوات النظام، منذ 3 أسابيع، قصفها مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وإذا توقف القصف بشكل مؤقت، أثناء انعقاد “جنيف-8” فقد عاد بوتيرة مكثفة، الأحد والإثنين، ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين في الغوطة الشرقية المُحاصرة منذ 3 سنوات.

وقال الدفاع المدني إن ما لا يقل عن 17 شخصاً قتلوا في بلدة حمورية، في ضربة جوية على سوق شعبي ومنطقة سكنية، بعدما استهدفها الطيران بنحو 30 غارة، في الساعات الـ24 الماضية. وقال الدفاع المدني إن 4 أشخاص قتلوا أيضاً في مدينة عربين، بينما قتل آخرون في مسرابا وحرستا.

“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن عدد القتلى، الأحد، كان الأكبر في يوم واحد منذ بدأت الضربات الكثيفة قبل 20 يوماً. وقال المرصد إن نحو 200 مدني، بينهم كثير من النساء والأطفال، قتلوا في الضربات والقصف خلال تلك الفترة.

بعض الصحف العربية قالت إن الشرطة العسكرية الروسية بدأت بالانسحاب من نقاط لها في مخيم الوافدين وجسرين وحرزما. وانتشار الشرطة العسكرية الروسية في تلك النقاط تمّ بعد الاتفاق عليها مع “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، في إطار توقيعهما مذكرتي “خفض تصعيد” تشمل معظم مناطق الغوطة الشرقية. 

ورغم أن مصادر “المدن” نفت حدوث انسحاب للشرطة العسكرية الروسية من نقاطها في محيط الغوطة، إلا أن تسريب تلك الأنباء يُشير إلى احتمال بدء عملية عسكرية واسعة لمليشيات النظام في الغوطة الشرقية. الأمر يتوافق مع ما أكدته “قناة العالم” الإيرانية من أن “قراراً عسكرياً تم اتخاذه من أعلى المستويات العسكرية، باستعادة كامل الغوطة الشرقية لدمشق”، وذلك “بعد أن خرقت تلك الفصائل اتفاقية خفض التصعيد المتوافق عليها في أستانة”. وبحسب “العالم” فإن “أولوية العملية العسكرية ستكون باتجاه حي جوبر وبعدها توسيع نطاق السيطرة باتجاه عمق الغوطة، من دون توضيح موعد انطلاق العملية العسكرية التي لن تتوقف حتى انهاء الوجود المسلح بالكامل داخل الغوطة الشرقية”.

خرق المعارضة لاتفاق “خفض التصعيد” في الغوطة الشرقية، يبدو ذريعة واهية لتبرير عمل عسكري مقبل لمليشيات النظام ضد المنطقة شديدة الاكتظاظ السكاني. فمليشيات النظام لم تتوقف عن الخرق المباشر للاتفاق منذ لحظة توقيعه، بكل الوسائل العسكرية والأمنية، إن كان بالقصف الجوي المكثّف أو بإحكام الحصار ضمن سياسة “التجويع والتركيع”.

وتكثّف القصف على الغوطة الشرقية بعد هجوم لـ”أحرار الشام” في حرستا على “إدارة المركبات العسكرية” التي طالما استخدمتها قوات النظام كقاعدة لقصف مناطق سيطرة المعارضة. وفشلت قوات النظام حتى اللحظة في استعادة كامل “إدارة المركبات” على الرغم من كثافة التعزيزات من “الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” التي وصلت إلى المنطقة.

إلا أن “جيش الإسلام” المسيطر على قطاع دوما، و”فيلق الرحمن” المسيطر على القطاع الأوسط، لم يُشاركا “أحرار الشام” في عملية “إدارة المركبات”. ما يجعل من الأنباء عن سحب الشرطة العسكرية الروسية، والتهديد بعملية عسكرية لمليشيات النظام ضد الغوطة ككل، أشبه بالعقاب الجماعي، يستهدف المعارضة بشكل عام، و”الهيئة العليا للمفاوضات” بشكل خاص، بعدما رفضت خفض سقف بيانها الصادر عن “مؤتمر الرياض-2” في مفاوضات “جنيف-8”.

وهنا يقرأ البعض أن رسائل التصعيد ضد الغوطة موجهة من روسيا بشكل رئيسي للسعودية، بعدما عبّر النظام مراراً عن “استيائه” من نتائج “مؤتمر الرياض-2″، رغم المحاولة الروسية لتفجيره من الداخل بحقن ممثلي “منصة موسكو” ضمن وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”.

الأمم المتحدة كانت قد قالت إن نحو 400 ألف مدني في المنطقة المحاصرة يواجهون “كارثة شاملة” بسبب عدم وصول المساعدات وعدم السماح لمئات الأشخاص الذي يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل بمغادرة المنطقة.

وكالة رويترز” نقلت عن التاجر من حمورية صادق إبراهيم، قوله عبر الهاتف: “عم يستهدفوا المدنيين. الطيران قصفنا لا في ثوار أو معسكرات أو نقاط تفتيش”. في حين قال عبدالله خليل، الذي فقد أفراد عائلته في غارة جوية على عربين: “الله ينتقم من النظام

المصدر : جريدة المدن الالكترونية. 

اترك تعليقاً