بحث
بحث

عنب بلدي: فصائل الغوطة تفاوض “تحت الطاولة” وتنفي علنًا


تجري مفاوضات بين فصائل الغوطة الشرقية مع الجانب الروسي، بخصوص مطالب لدى الفصائل كل منها على حدة، رغم أنها تنفي أيًا مما يقال حول سير العملية التفاوضية.
ووفق ما ذكرت مصادر مطلعة متطابقة لعنب بلدي اليوم، الأحد 26 تشرين الثاني، فإن فصائل “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” تفاوض على طرق إنسانية أو تجارية إلى مناطقها، فضلًا عن “تخفيف التوتر”.
 
ونفى قياديون من الفصائل الثلاثة، في حديث إلى عنب بلدي، أي مفاوضات تجري في الغوطة.
 
إلا أن ما يجري على الأرض يبدو عكس ذلك، وفق المصادر، كما أن صفحة مركز حميميم غير الرسمية، قالت أمس إن المركز “توصل إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة بشأن الهدنة وتأمين إيصال قافلة إنسانية أممية جديدة إلى الغوطة”.
 
وأشارت إلى أن المركز “أجرى مفاوضات هاتفية مع الجماعات المسلحة، في إطار تحضير عمليات إنسانية جديدة للغوطة، فيما تمحورت الصعوبات أثناء المفاوضات على محاولة كل مجموعة فرض شروطها الخاصة بالإجراءات المتبعة لإدخال المواد الغذائية والطريق الذي ستسلكه القافلة”.

 مضامين المفاوضات
فتح طريق دوما ومواجهة “تحرير الشام”
يفاوض “جيش الإسلام” على تأمين المساعدات وفتح طريق إلى دوما، إضافة إلى الالتزام بـ”تخفيف التوتر”، ومواجهة “هيئة تحرير الشام” في الغوطة.
 
المتحدث الرسمي باسم “هيئة أركان جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار، قال لعنب بلدي إنه “لم يتواصل معنا أي أحد، هذا إن سلمنا أن هذه التصريحات رسمية”.
 
وأوضح بيرقدار أن “الموضوع برمته أن هناك قوافل مساعدات أممية تستهدف مناطق الغوطة الشرقية حسب خطة وضعت بالتنسيق مع الهلال الأحمر”، مشيرًا إلى أن قافلة ستدخل غدًا إلى النشابية ضمن خطة القوافل والمناطق المستهدفة.
 
كما اعتبر أنه “في مثل هذه التصريحات يحاولون استغلال الموضوع إعلاميًا، والنشر على أنهم الأم الحنون للشعب السوري ولأهالي المناطق المحاصرة، وللتغطية على دعمهم لجرائم النظام وعدم التزامهم بالاتفاقيات وهذا ما لا يخفى على أحد”.
 
وعلمت عنب بلدي من مصادر في الغوطة، أن أكثر من عشر سيارات محملة بالمواد الغذائية، دخلت عن طريق معبر الوافدين إلى دوما، بموجب صفقة للتاجر محي الدين المنفوش، عصر اليوم، الأحد.
 
طريق من حرستا
“فيلق الرحمن” يفاوض على فتح طريق من حرستا إلى مناطقه في الغوطة، و”تخفيف التوتر” في جوبر والقطاع الأوسط، إضافة إلى خروج “تحرير الشام” من المنطقة، وفق المصادر.
 
ونفى المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، وائل علوان، في حديث إلى عنب بلدي، أي مفاوضات بعد الثنائية في جنيف، في 16 آب الماضي، وقال إن الطرف الروسي لم يلتزم بما اتفق عليه.
 
وأضاف أن “الإعلانات الرسمية وغير الرسمية التي سيوزعها الجانب الروسي، ما هي إلا سلسلة جديدة من الوعود والتعهدات الفارغة، وتأتي في هذا الوقت لتلميع مؤتمر سوتشي الذي أعلنت فصائل ومؤسسات الثورة مقاطعته وعدم التفاعل معه ومع نتائجه”.
 
كما دعا الروس إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة التي تخص الغوطة، مطالبًا بفتح كافة المعابر لدخول المواد الغذائية والطبية وخروج الحالات الإنسانية للعلاج.
 
أحرار الشام تدخل على الخط
“أحرار الشام” التي سيطرت على مساحات واسعة من “إدارة المركبات”، تدير مفاوضات لفتح طريق تجاري من حرستا إلى مناطقها، وفق مصادر عنب بلدي، إضافة إلى “تخفيف التوتر” في تلك المناطق.
 
إلا أن الناطق باسم “الأحرار” في الغوطة، منذر فارس، نفى المفاوضات، وقال لعنب بلدي إنه “لايوجد أي محادثات تخص تخفيف التوتر أو غيرها، ولايوجد أي تواصل مع أي جهات (…) لازلنا مستمرين في معركتنا”.
 
وتسعى روسيا لتحقيق مكتسبات على الأرض في الغوطة، وأبرزها خروج المعارضة من “إدارة المركبات”، قبل عقد مؤتمر “سوتشي” في الثاني من كانون الأول المقبل، ما يعقد المسألة ويزيدها غموضًا.
 
وكانت الغوطة الشرقية انضمت إلى اتفاق “تخفيف التوتر”، المتفق عليها في محادثات أستانة بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، إلا أن النظام السوري لم يوقف قصف مدنها وبلداتها.
 
ويتضمن الاتفاق فك الحصار عن المنطقة وإدخال المواد الأساسية، دون أي إعاقات أو ضرائب أو أتاوات، ويهتم بإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية بهذا الاتفاق، لكن دون تنفيذ حتى اليوم.
 
 
 
 
اترك تعليقاً