بحث
بحث
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2017-03-04 22:11:48Z | |

المدن: “زينبيون” و”الحرس الثوري” في التل


المدن – 

بدأ “لواء زينبيون” و”الحرس الثوري الإيراني”، بتشكيل مليشيات محلية جديدة تابعة لهما، في مدينة التل شمال شرقي العاصمة دمشق.

مصادر “المدن” أكدت أن القائم على تشكيل فرع مليشيا “زينبيون” المحلية هو مراد مرعي، فلسطيني سوري، من قاطني مدينة التل، وكان عنصراً في “الجيش الحر” قبل اخلاء فصائل المعارضة نحو الشمال السوري منذ عام تقريباً.

وبدأ عناصر مليشيا “زينبيون” بالانتشار العلني في المدينة، بلباسهم العسكري وشارات المليشيا الخاصة وسلاحهم الفردي، وسط أنباء عن تشيّعهم كشرط للإنضمام إلى المليشيا. ويحصل أعضاء “زينبيون” على راتب شهري بمقدار 75 ألف ليرة سورية (حوالى 140 دولار). وبحسب مصادر “المدن”، فإن المليشيا باتت تضم 40 شاباً حتى الآن، فيما تستمر عمليات التجنيد والترغيب من قبل المنضمين الجدد إليها.

“الحرس الثوري” الإيراني بدأ بتجهيز مكتب استقطاب رسمي وسط مدينة التل، لتشكيل مليشيا تابعة له بشكل مباشر، بقيادة ابن المدينة بلال سلعس. وتترواح أعداد عناصر “الحرس الثوري” المحليين، قبل الافتتاح الرسمي لمكتب التجنيد، بين 30 إلى 40 مقاتلاً، برواتب شهرية تصل أيضاً إلى 75 ألف ليرة.

مُغريات كثيرة تُقدم للشباب من قبل المليشيات المحلية المدعومة من إيران في المنطقة؛ من مُرتّب يعادل ضعف ذلك المُقدم من المليشيات الأخرى، وصولاً إلى الخدمة ضمن المدينة أو محيطها، وضمان عدم الخروج إلى الجبهات في المناطق الساخنة.

الناشط الإعلامي أحمد البيانوني، المقيم في مدينة التل، قال لـ”المدن”، إن التشيّع في مدينة التل يعود إلى عهد ما قبل الثورة. حتى مع وجود الجيش الحر في المدينة وسيطرته عليها، كانت تحدث عمليات تشيّع للمدنيين بالخفاء. حي حرنة الشرقية من التل، الذي لم يخرج عن سيطرة النظام، ظلّ يشهد عمليات تشيّع ممنهجة، ظهرت معالمها فور التهجير القسري للفصائل نحو الشمال السوري. فشهدت الأحياء التي أخلاها عناصر فصائل المعارضة، مراراً وتكراراً، تجوالاً لمسيرات سيارة تتصاعد منها اللطميات والأناشيد الشيعية، في استفزاز مقصود لمن قرر من المعارضة البقاء في التل، وإجراء “تسوية” مع النظام

البيانوني، أكد أن نصف الشباب المفترض أن يلتحقوا بصفوف قوات النظام، لا زالوا بحكم المدنيين المتخلفين عن الخدمة، فيما التحق النصف الآخر بمليشيات تابعة لـ”الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” و”درع القلمون”، وانضم العشرات إلى “المخابرات الجوية” و”الأمن العسكري”. عدد كبير من المدنيين المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وجد فرصة مع تشكيل مليشيات محلية تدعمها إيران، غايتها نشر التشيّع لا القتال، مع الكثير من المغريات.

سكان التل باتوا يشاهدون مسيرات من عناصر يعصبون رأسهم بشرائط تحمل عبارات: “لبيك يا حُسين، لبيك يا زينب”، من دون معرفة إذا كانوا أعضاء مليشيات أم لا.

وتُعتبر ميليشيا “زينبيون” من الميليشيات التي دخلت سوريا بطواقم أجنبية، بشكل كامل، وكل عناصرها من الهزارة والباراتشينار و‌خيبر بختونخوا، الباكستانيين. وشاركت “زينبيون” بشكل رئيس في معارك محيط مطار دمشق الدولي، في منطقة المرج، فيما ينتشر عناصرها في دمشق القديمة لحماية “مرقد رقية” بالاشتراك مع عناصر من مليشيات سورية ولبنانية.

وتُعتبر مدينة التل، ومنذ تهجير الفصائل القسري عنها، أرضاً لصراع النفوذ بين قوات النظام ومليشياته، فلا يمضي شهر من دون تشكيل مليشيا جديدة تتبع لجهة معينة، تريد من خلالها فرض السيطرة على المدينة. ومؤخراً أعلن “الحرس الجمهوري” عن تشكيل مليشيا جديدة بقيادة عضو “لجنة المصالحة” رامي فرج، وبأوامر من العميد في “الحرس الجمهوري” محمد منصور. وتضم المليشيا أكثر من 300 شاب، بعضهم انشق عن مليشيات أخرى. وبحسب أقوال أحد قيادي المليشيا، فإن خدمة المنضمين إليها ستكون ضمن مدينة التل، في حين تستمر مليشيا “درع القلمون” باستنزاف عناصرها من أبناء التل، على جبهات تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حماة.

تشكيل مليشيات محلية برعاية إيرانية مباشرة في القلمون ليس أمراً جديداً، فجميع البلدات الخاضعة لسيطرة النظام والتي عادت مؤخراً إلى سيطرته عبر “المصالحات”، دخلتها إيران بأسماء مختلفة وطرق عديدة، وبدأت مليشياتها بنشر التشيّع، وتقديم مغريات مادية وسلطوية كبيرة؛ من “حزب الله السوري” إلى “زينبيون”.

وتتعامل إيران مع نشر التشيّع في القلمون على أنه استثمار بعيد المدى، ستتمكن عبره من ربط جانبي الحدود السورية-اللبنانية. مصادر محلية أكدت لـ”المدن” أن عمليات التجنيد والتشيّع في المليشيات المدعومة والمدارة مباشرة من إيران، طالت عشرات المناطق من القلمون، بعضها خاضع لسيطرة مليشيات مسيحية مثل صيدنايا ومعرة صيدنايا، فضلاً عن مناطق التماس الحدودي مثل فليطة وجريجير وحوش. المليشيات المحلية المدعومة مباشرة من إيران، افتتحت مراكز رسمية ومقرات لها في بلدات القلمون، ومنها يبرود.

اترك تعليقاً