بحث
بحث

قرار نهائي بإفراغ مراكز الإيواء في دمشق وعشرات العوائل تفترش الطرقات.

صوت العاصمة – خاص في تتمة للخبر الذي كانت شبكة “صوت العاصمة” قد اوردته في منتصف ايلول/ سبتمر الماضي، حول قرار إخلاء مراكز الإيواء في مدينة دمشق، علمت “صوت العاصمة” من مصادر مطلعة أن القرار النهائي قد صدر لإكمال عملية الإفراغ التي بدأت في نهاية آب / اغسطس الماضي، حيث أن القرار السابق كان يقضي بإخلاء مراكز الإيواء في المزة والمهاجرين، وإبقاء مراكز كفرسوسة وباب مصلى ودمر والمشروع والزاهرتين القديمة والجديدة، بمعدل 8 مراكز داخل العاصمة دمشق، سيتم توزيع العوائل المهجرة من دمشق وريفها على تلك المراكز بالتساوي، إلا أن الجديد هو إخلاء كافة المراكز بدون استثناء، وتأتي تلك الإجراءات بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدتها دمشق من جهة، والتقدم الذي يحرزه النظام على مختلف الجبهات، خاصة مع فك الحصار عن أحياء مدينة دير الزور، فأصبح يطالب المهّجرين بالعودة إلى مدنهم وقراهم “المحررة”   وبحسب مراسلينا في دمشق، فإن قرار الإخلاء تم توزيعه على كافة المراكز، وتعليقه على أبوابها ليراه جميع قاطني المركز، الامر الذي خلق نوع من الفوضى بين الأهالي ومشرفي المراكز، مع تهديدات مباشرة من الأهالي بإجراء اعتصام أمام مبنى محافظة دمشق للتراجع عن ذلك القرار، فقام مشرفي مدرسة “ام عطية الأنصاري” في حي الزاهرة بتقديم وعود بإيجاد حل فوري يوقف عملية الإخلاء، لتجنب حدوث تظاهرة أو اعتصام قد تتطور إلى “اعمال شغب” حسب وصفهم.   صباح اليوم التالي، تفاجئ الأهالي بحضور دوريات شرطة وحافلات وسيارات لنقل المقيمين في المركز إجبارياً إلى مراكز إيواء حرجلة والدوير، وبعض الرفض الشعبي بالخروج من المركز، هدد المشرف المسؤول بالاتصال بفرع فلسطين المسؤول عن المنطقة للتدخل واعتقال رافضي الخروج، مما اضطر الناس للرضوخ والخروج من المركز مرغمين.   وبحسب مصادر “صوت العاصمة” فإن 30 عائلة فقط من أصل 90 تم نقلها إلى من مركز ام عطية، أما ما تبقى من العوائل فرفضوا الخروج إلى مراكز “حرجلة والدوير” البعيدة جداً عن مركز المدينة، وبقوا مشردين في الشوارع، أو لدى العوائل، وبين المكاتب العقارية للبحث عن غرفة او منزل صغير يقيهم شر النوم على الأرصفة. المصدر أشار إلى أن مهجري المحافظات والأرياف تم نقلهم إلى مركز حرجلة، اما مهجري الأحياء التابعة إدارياً لدمشق إلى مركز الدوير بالقرب من مدينة عدرا.   وتمكن فريق دمشق التطوعي “التشبيحي” بمساعدة قوى أمنية من إخلاء مركز “المناضل” في حي الزاهرة، والذي يحوي قرابة 40 عائلة أغلبهم رفض الذهاب إلى مركز حرجلة ليبقوا في الشوارع المحيطة بالمركز، على أمل التراجع عن القرار. بعد إخلاء مركز “ام عطية” عمّت الفوضى بقية المراكز، وسط تهديدات بالتظاهر أيضاً، فقامت محافظة دمشق بتأجيل موعد الإخلاء كــ “ابرة مخدر” لتجنب المشاكل مع الأهالي، مع إبقاء قرار الإخلاء قيد التفعيل بأي لحظة، وذلك بعد إخلاء مراكز في مشروع دمر ومساكن برزة.   ويأتي رفض الناس الخروج نحو مراكز الإيواء في حرجلة والدوير، لأسباب ذكرناها في مقال سابق، أبرزها بعدها عن المدينة، خاصة مع استقرار الكثير من العوائل وتسجيل الأطفال في المدارس بعد معاناة كبيرة، وإيجاد عمل من قبل بعض الرجال في مدينة دمشق وقريب من مراكزهم، كل هذا زاد عليه التشديد الكبير في مراكز حرجلة والدوير، وعدم السماح للعوائل بالخروج من المركز بعد تثبيت الإقامة، حتى وأن حصلوا على عقد إيجار او استضافة، فإنهم بحاجة لموافقة أمنية قد تستغرق شهر أو أكثر حتى يتم انجازها، ويمكن أن تأتي بالرفض، وإن حصل المواطن على موافقة أمنية، يجب عليه كتابة تعهد بعدم العودة إلى مراكز الإيواء أو تقديم طلب للمحافظة لإيوائه مجدداً مهما ساءت به الظروف، كل ذلك جعل من عشرات العوائل ترفض الذهاب إلى حرجلة والدوير .   وأصبحت عمليات التجنيد الإجباري في الآونة الأخيرة تتكرر في المراكز البعيدة عن المدينة، حيث أن القوى الأمنية تقوم بمداهمة تلك المراكز دورياً وإجراء الفيش الأمني للشباب والرجال، وبحسب مصادرنا فإن 18 حالة تجنيد إجباري حصلت في مركز حرجلة خلال الاسبوعين الماضيين.   عمليات إخلاء المنازل جاءت بالتزامن مع حملة كبيرة تستهدف المُهجرين بشكل عام في مدينة دمشق، عبر عمليات تفتيش للتحقق من اوراق ملكية المنازل او وجود عقد استضافة أو إيجار، وقد سُجّل إخلاء عشرات المنازل في أحياء الدحاديل وبيادر نهادر والمهاجرين وركن الدين ومساكن برزة وبستان الدور، بعضها عبر الحملات الكبيرة التي تشنها مخابرات النظام، وآخرى عبر “افساديات” من مخبري الافرع الأمنية المتواجدين في تلك الأحياء.  

وتأتي تلك الحملات في تضييق جديد على المُهجرين إلى العاصمة دمشق، بحجة ارتباطهم بالتنظيمات “الارهابية” وفصائل المعارضة المسلحة في المناطق التي نزحوا منها، وقد عانى أبناء المناطق الشرقية (دير الزور، الرقة) الويلات في مدينة دمشق من قبل الأفرع الأمنية، فلا مركز إيواء يأويهم، ولا منزل مستأجر إلا بعد موافقة أمنية صعبة المنال، ليُضاف لهم اليوم، النازحين من مخيم اليرموك والحجر الأسود، بعد العمليات الأخيرة التي استهدفت دمشق وتبناها تنظيم داعش.

وكان موقع الوطن الموالي للنظام قد نشر خبراً  نقلاً عن رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرى أن أكثر من 50% من سكان مراكز الإيواء عادوا إلى منازلهم، فيما يتنظر الباقي إعادة تأهيل البنية التحتية للمدن والمناطق التي استعادها “الجيش السوري” مؤخراً، مبرراً عمليات التهجير التي طالت مئات العوائل في مراكز الإيواء .

اترك تعليقاً